شكرا لضيوف الدوري الجدد

مع بداية الألفية الجديدة وجدنا أنفسنا في استقبال ضيوف جدد على الدوري المصري الممتاز لكرة القدم وأصبح عدد هؤلاء الضيوف في تزايد مستمر حتى أصبح الأمر أشبه بالظاهرة التي عارضها الكثيرون ومنهم أنا شخصيا في بداية الأمر .
هؤلاء الضيوف هم أندية الشركات والهيئات المصرية والذين غزوا الملاعب المصرية وأصبحوا أشبه بالمسيطرين على شكل الدوري المصري بعدما وصل عددهم إلى تسعة أندية من أصل ستة عشر ناديا هم قوام الدوري المصري الممتاز لكرة القدم وهذه الأندية هى ( الجيش , حرس الحدود , إنبي , بتروجيت , المقاولون العرب , غزل المحلة , الألومنيوم , المصرية للإتصالات وأسمنت السويس )
ورغم أن تواجد أندية الشركات والهيئات ليس جديدا على الدوري المصري الممتاز بل إن بعض هذه الأندية لها صولات وجولات تاريخية ويكفي أن النادي الثالث من حيث العدد البطولات بين جميع الأندية المصرية هو نادي تابع لشركة بالأساس وهو نادي المقاولون العرب المتوج من قبل بثمانية ألقاب ثلاثة منها قارية جميعها تحمل إسم كأس الأندية الأفريقية أبطال الكأس ومثلها لكأس مصر بالإضافة إلى لقب واحد لكل من الدوري المصري الممتاز وكأس السوبر المصري , بالإضافة إلى أن إسمين من بين ستة أسماء توجت بلقب الدوري المصري الممتاز هما ناديا شركات وهما المقاولون العرب وغزل المحلة , إلا أن الجماهير المصرية لم تقتنع أبدا بهذا ( الغزو ) ورأوا فيه ضررا بشكل الدوري الممتاز وربما بالكرة المصرية بصفة عامة بسبب غياب العامل الأهم عن هذه الأندية وهو القاعدة الجماهيرية التي لن تزيد بأي حال من الأحوال عن العاملين بهذه الشركات والهيئات وأسر وأصدقاء اللاعبين !
ورغم أن البداية لهذه الأندية كانت أكثر من ممتازة باحتلال إنبي وحرس الحدود للمركزين الرابع والخامس على الترتيب في موسم 2002 – 2003 وهو الموسم الذي شهد الظهور الأول لإنبي بتاريخه بالدوري الممتاز وشهد عودة بعد غياب طويل لحرس الحدود الذي كان يلعب بالماضي تحت اسم ( السواحل ) ثم الظهور الأبرز لهذه الأندية في موسم 2004 – 2005 عندما أنهى إنبي الموسم وصيفا للنادي الأهلي بطل الدوري في ذلك الموسم وتلاه حرس الحدود في المركز الثالث بينما احتل أسمنت السويس المركز الخامس في موسمه الأول بالدوري الممتاز متفوقا على نادي الزمالك الذي حل سادسا في هذا الموسم , إلا أن الجماهير المصرية لم تقتنع أيضا بهذا الغزو وظلت المعارضة لهذا الزحف مستمرة بل واشتدت وهذا الأمر مبرر بكل تأكيد فمشجعو أندية الأقاليم يخشون على أنديتهم من خطر قد يصل للهبوط جراء هذا الزحف بينما يخاف مشجعو الأهلي من مضايقة من بعض هذه الأندية بعد حسم اعتيادهم حسم اللقب بهدوء في المواسم القليلة الماضية في حين لا يحتمل مشجعو الزمالك والإسماعيلي المزيد من المعاناة للمنافسة بجدية على لقب الدوري .
وجاء هذا الموسم لتختلف الأمور تماما ويتحول دور هذه الأندية ( التي تمثل أغلبية الدوري حاليا ) من الإجتهاد وإنهاء الموسم في مراكز طيبة إلى المنافسة على لقب الدوري ويكفي أننا وبعد أن اقتربنا من نصف الموسم نجد نادي الجيش متصدرا لجدول ترتيب أندية الدوري الممتاز وخلفه بتروجيت في المركز الثاني برغم وجود مباراة مؤجلة لكليهما مع النادي الأهلي وتحقيق أحدهما لنتيجة إيجابية بمباراته هذه قد يكون إعلانا رسميا عن استمراره في المنافسة بجدية على اللقب .
وشخصيا أرى هذا التواجد الكبير من أندية الشركات يحمل فائدة كبيرة للكرة والمصرية وأعترف أنني تراجعت عن الفكرة السابقة المعارضة لهذا التواجد , وبنظرة إلى شكل المنافسة سنجد اننا لأول مرة منذ فترة كبيرة جدا نجد منافسة ثلاثية على لقب الدوري الممتاز وربما رباعية أو خماسية في حالة استفاقة الزمالك أو الإسماعيلي أو كلاهما ليكون موسم ربما الأبرز في تاريخ الدوري المصري , بالإضافة إلى أن مشكلة الجماهيرية وجدت لها أندية مثل بتروجيت حلا وهو الإنتقال خارج القاهرة والإستفادة بجماهير المحافظة الي يلعب على أرضها , بالإضافة للتشجيع الرائع الذي نراه بمباريات الجيش وحرس الحدود والأعداد الكبيرة من رجال القوات المسلحة التي تملأ ستادي جهاز الرياضة وحرس الحدود بل وتنتقل مع الناديين في المباريات المختلفة وهذا بخلاف الآداء المميز لأندية أخرى مثل غزل المحلة والألومنيوم وإنبي الذي يظل فريقا محترما رغم التراجع عن السنوات الماضية .
علينا أن نعترف بأن هذه الأندية أضافت للدوري الممتاز وأعادت الإثارة إلى هذه البطولة بعد أن نسيناها وعلينا أن نشكر تلك الهيئات والإدارات المحترمة التي أخرجت لنا فرقا تنافس الأهلي والزمالك ولاعبين بدانا نستعين بهم في منتخبا الوطني ... شكرا للضيوف الذين لن يصبحوا ضيوفا بعد عدة سنوات وربما تقارع أسماؤهم أسماء أندية حسبنا أننا لن نجد من يقف في وجهها ربما أبدا !

جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة لأصحابها.